عندما يذوب جليد الصمت
ليتني أملك أدنى درجات الحق
في إعتبارك مملكتي الخالدة
لكن حبّك كمن أضرم النار في غابات الموت
وإستحال عليه إطفاؤه
لكن عشقك كمن أراد أن يغيّر التاريخ
أو يصنع خارطة لعالم
لا تعوده غمام الحنين
لا تجبريني على تجاوز حدود الصمت
وإختراق زمناً أقسى من زمني
لا تدعيني أتجرّد من إثباتات هويّتي
لا توصليني إلى مرحلة أحس فيها بأني لن أعيش لحظة بعدك
لا تفرطي في إعتباري طفلك الصغير
فأنا تجاوزتُ أفكار الطفولة
إن المسافة
يا حبيبتي
مهما تقصر أو تطول بيننا
تمحوها ذاكرتي التي حَفرْتَ فيها جميع عناوينك
خسِرتُ كل بياناتي
وتواريخي
حرقتُ كل حرف من حروف إسمك
ومزقتُ قلبي كي لا يبقى لك مكان من حياتي
يذكُرُك
أو يأويك
سأعيد لملمة نفسي
لست أنا
من يرضى بالنهايات التعيسة
ويتخذ من سرير الدموع ملاذا للهروب
وينتحر على أوراق النكسة
ويحطّم الأشواق
لست أنا
من يجعل من ثياب الهزيمة موطناً
دمتم بود